أدي التغير التكنولوجي المستمر بالضرورة إلي تغير الواقع الاجتماعي الذي نعيشه, وفي الحقيقة أنه لم توجد وسيلة اتصالات قد لاقت اهتماما واسع المدي بالقدر الذي ناله حظا (الإنترنت) فقد بات أمراً مسلما به, لا يستطيع المرء أن ينفك منه, فيكاد لا يوجد من يستطيع أن يستغنى عنه. وفى ظل هذا التطور الهائل اللامحدود للإنترنت نشأ المجتمع الافتراضي, وهو بإيجاز مجتمع نشأ في الفضاء الإلكتروني بفضل شبكة الإنترنت حيث يلتقي الأفراد ليتشاركو اهتماماتهم سواء أكانوا علي معرفة ببعضهم البعض أم لا مخترقاً حدود الدول والقارات .
والواقع أنه لحتمية هذا التغير الذي فرضته طبيعة هذا المجتمع أثر على اللبنة الأولى في بناء المجتمع وهى الأسرة التي انخرط معظم أفرادها وأحيانا جميعهم بشكل أو بآخر في هذا المجتمع الكوني الذي كسر كافة الحواجز لدرجة أن وصلت هيمنته على العلاقات الأسرية الدقيقة بين أفرادها، لاسيما حينما يتعلق بالتواصل الأسري بين جميع أفراد الأسرة.
والتواصل الأسري هو الاتصال الذي يكون بين(طرفين (الزوجين) أو عدة أطراف (الوالدين والأبناء، والذي يتخذ عدة أشكال تواصلية، كالحوار والتشاور والتفاهم والإقناع والتوافق والاتفاق والتعاون والتوجيه, محققاً الاستقرار داخل الأسرة.
ومن هنا تتحدد مشكلة الدراسة في: التعرف علي تأثير المجتمع الافتراضي علي التواصل بين الزوجين، وتأثيره علي التواصل بين الوالدين والأبناء, وكذلك تأثيره علي تواصل المستخدم مع محيطه الخارجي خارج إطار الأسرة.
أهداف الدراسة:
1. التعرف علي الدوافع التي تدعو إلي مشاركة المستخدم في المجتمع الافتراضي الفيس بوك"face book".
2. التعرف علي تأثير استخدام المجتمع الافتراضي الفيس بوك "face book" علي التواصل بين الزوجين.
3. التعرف علي تأثير استخدام المجتمع الافتراضي الفيس بوك"face book" علي التواصل بين الآباء والأبناء.
4. التعرف علي الخدمات التي يقدمها المجتمع الافتراضي الفيس بوك"face book"لأسرة المستخدم في ضوء بعض المتغيرات الآتية ( النوع – محل الإقامة– المهنة- المستوي التعليمي- المستوي الاقتصادي).
5. التعرف عن رضا أفراد أسرة المستخدم عن استخدامه للفيس بوك"face book".
6. التعرف علي أهم التغييرات التي طرأت علي مستخدم الفيس بوك"face book" في علاقاته بمجتمعه المحيط من (أقارب – جيران – أصدقاء) خارج إطار أسرته.
الاجراءات المنهجية للدراسة :
استخدمت الباحثة في الدراسة المناهج الآتية :
- منهج المسح الاجتماعي بالعينة .
- منهج دراسة حالة .
الأدوات المستخدمة في الدراسة:
- الاستبانة.
- دليل دراسة الحالة.
- الملاحظة مباشرة .
- المقابلة.
مجالات الدراسة:
المجال المكاني:
أجريت الدراسة الميدانية علي عينة من مستخدمي الفيس بوك في مجالين هما المجال الطبي ممثلاً في عينة من العاملين في مستشفى المنصورة العام الجديد (الدولي) بمدينة المنصورة – محافظة الدقهلية.
والمجال التعليمي ممثلاً في عينة من العاملين في الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر من المستخدمين للفيس بوك والمتزوجين من الجنسين, ويقع المجالين في محافظة الدقهلية.
المجال البشرى:
تم اختيار عينة طبقية عشوائية من العاملين في المستشفي العام الجديد (الدولي سابقاَ) والعاملين بكلية الدراسات الانسانية بتفهنا الاشراف بالدقهلية من مختلف (المهن - الأعمار - المستوى التعليمي – المستوي الاقتصادي) من الجنسين من الريف والحضر من المتزوجين ولديهم أبناء ومضي علي استخدامهم للفيس بوك أكثر من عامين علي الأقل, وعددهم (300 مفردة) لتطبيق الاستبانة عليهم, وعمل دراسة الحالة علي عدد 9 مستخدمين بأسرهم.
المجال الزمني:
استغرقت عملية جمع البيانات من المستشفى والكلية أربعة أشهر وذلك من ديسمبر 2014م إلي مارس 2015م.
نتائج الدراسة:
1) اتضح من خلال نتائج الدراسة الميدانية أن (الفيس بوك) كمجتمع افتراضي, لم يعد ترفاً مبالغاً فيه أو حكراً علي الشباب , أو فئات بعينها ؛ بل أصبح استخدامه روتيناً يومياً في حياة الأفراد من مختلف الفئات والأعمار, ومن ثم لا يمكن التوقع بأنه شيء عارض سيتأثر به الأفراد ثم يزول هذا التأثير مع مرور الوقت.
2) توصلت الدراسة إلي أن الدخول العشوائي (للفيس بوك) يربك المستخدم, ويستحوذ علي جل اهتمامه , ومن ثم يؤثر علي حياته الاجتماعية وعمله بشكل عام وتواصله مع أسرته بشكل خاص .
3) توصلت الدراسة إلي أن دوافع الدخول "للفيس بوك" هي علي التوالي :للدردشة مع الأصدقاء والأقارب بدلا من الخارج, ثم للترفيه والتسلية, لشغل وقت الفراغ , ثم لمناقشة ومتابعة القضايا الخاصة والعامة.
4) أسفرت الدراسة عن أنه "الفيس بوك" كمجتمع افتراضي لا يمثل العامل الرئيسي للتأثير في التواصل الأسري بشكل سلبي، بل يسبقه القلق المستمر حيال توفير متطلبات العيش والسعي الدائم للنهوض بالمستوي المعيشي للأسرة الذى يسفر عن التغيب لفترات طويلة نسبياً عن المنزل, إلا أنه يعد عاملاً مهماً في استغلال هذه الظروف وسبباً فى اتساع فجوة عدم التواصل الأسري.
5) بينت الدراسة الميدانية أن تأثير (الفيس بوك) علي العلاقة الزواجية بين الزوجين, أقوي من تأثيره علي العلاقة الوالدية بين الآباء والأبناء, وهذا لأن العلاقة الزواجية أكثر حساسية للزوجين , وتقوم علي الاختيار , بعكس العلاقة الوالدية التي تكون إلزامية ولا يمكن الانفصال منها.
6) كشفت الدراسة عن تغير شكل العلاقة بين الآباء والأبناء المستخدمين "للفيس بوك" من علاقة والدية مباشرة إلي علاقة صداقة علي "الفيس بوك"حيث أسهم في تقوية علاقاتهم ببعض في الحياة اليومية خارج العالم الافتراضي , وتدعيم التواصل بين الآباء والأبناء, وبالتالي ساهم "الفيس بوك" في إعادة تشكيل إطار العلاقة الوالدية التقليدية إلي مرحلة الصداقة.
7) توصلت الدراسة إلي أنه مازال ما يحرص عليه الوالدين داخل الأسرة المصرية وشغلهما الشاغل هو توفير مستوى مادى لأبنائهما قد يريحهم من عناء الحياة, في ظل الحالة الاقتصادية التي يمر بها المجتمع, يليه الجلوس والخروج معهم أكبر قدر ممكن, وهو مرتبط بالانشغال عنهم والسعي لأجلهم , وحل ثالثاً حمايتهم من أخطار وسائل التكنولوجيا, فبالرغم من وعيهما بخطورتها, إلا أنهما لا يعتبرونها تهديداً فعليا يؤثر علي حياتهم.
8) ومن هنا أوضحت الدراسة أن أسرة المستخدم لا تبالي باستخدامه "للفيس بوك" وأن علاقته معهم لم تتأثر بالاستخدام, علي الرغم من الإقرار بأنه يبعد أفراد الأسرة المتواجدين مع بعضهم البعض.
9) أجمعت عينة الدراسة أن "الفيس بوك" يقدم خدمات متنوعة للأسرة بغض النظر عن شكل هذه الخدمات, وأهمها علي التوالي تسهيل التواصل مع أفراد الأسرة بتذليل العوائق الجغرافية , الترفيه وتمضية وقت الفراغ, , زيادة التواصل مع الاٌقارب والأصدقاء المسافرين.
10) كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن اعتبار "الفيس بوك" كأداة ترفيه قليلة التكلفة, يجول بها المستيختبر تجارب الآخرين وهو في مكانه, وبالتالي تكون بديلاً عن الأماكن الترويحية.
11) أكدت نتائج الدراسة الميدانية أن المجتمع الافتراضي "الفيس بوك" قضي علي الحميمة في المشاعر والحوار ودفء العلاقات خاصة الأسرية منها ولن تعود كسابق عهدها, لأنه كلما زاد اعتماد الفرد في علاقاته مع الآخرين علي الآلات وقنوات التواصل الإلكترونية, فإنه بالتدريج يكتسب سمات الآلة ويفقد رويداً ما يميزه كإنسان من صفات ومشاعر.خدم العالم و
الاسم الأول | اسم العائلة | الجنس | الرتبة | المؤسسة | الدولة |
---|---|---|---|---|---|
رنا | أبوالنجا | Female | مصر | ||
Bio: مدرس مساعد بقسم الاجتماع - جامعة الأزهر |
الموقع الالكتروني للمشروع |
المجال العلمي
Sociology & Anthropology
|
تاريخ بدء المشروع(السنة) |
تاريخ نهاية المشروع(السنة) 2016
|
---|
علم الاجتماع الرقمي علم الاجتماع الإنترنت علم الاجتماع الحاسوبي علم اجتماع الفضاء السيبراني علم الاجتماع للإنترنت علم النفس الأسري نظرية نظم الأسرة
لا
لا