شكلت وسائل الاعلام دورا ً رائدا ً في العملية التنموية من خلال البرامج التي تقدمها وما تساهم به تجاه الجمهور، محققة بذلك أهداف عديدة داخل بنية المجتمع. إذ تعمد إلى توجيه الرأي العام تجاه ما قد تم إنجازه من إصلاحات إنمائية تطال المجتمع الإنساني. وقد ساند الإعلام قضايا التنمية من مختلف جوانبها وأبعادها وميادينها؛ ومن خلال تقنياته شكل عصبا ً حيويا ً لمواكبة خططها تجاه المجتمع الإنساني؛ بحيث يُشكل الإعلام العملية المساندة لقضايا التنمية التي فرضت جدواها مؤخرا ً في دعم موارد المجتمع البشرية وتفعيل قدراتهم من أجل المشاركة الفاعلة في برامجها.
في الوقت عينه نلحظ بأن وسائل الإعلام تلعب دورا ً رائداً تجاه بناء شخصية الفرد وما تُساهم به من أدوار فاعلة في عملية إعداد الفرد وممارسة آليتها إزاء التثقيف والتوجيه للفكر الإنساني؛ تبعا ً للقواعد والمبادئ العامة السائدة في المجتمع. فهي تُمثل من الجهات الأكثر تأثيراً في تأجيج النفوس، ولعل التحول العالمي الراهن في إدارة الحرب المُتنقلة عبر البلدان العربية تتمحور معظمها حول حرب إعلامية طاحنة تستميل معها النفوس بما تغرسه من قيم ومبادئ، مستغلة مواكبة الأفراد للتكنولوجيا الإعلامية المختلفة. وذلك على أساس ما تمارسه التقنيات الإعلامية المختلفة في بث المعلومات، ونقل للأحداث والوقائع بطريقة فورية عبر نشرات الأخبار المختلفة، وعرض مباشر للميدان بحيث يبقى المواطن مواكبا ً للأحداث باستمرار. وفي هذا السياق يتم وضع الاعلام ضمن دائرة السباق الاستثماري في آن ٍ معا ً، في سبيل حصد السبق الصحفي وتحقيق سرعة كبيرة في نقل الحدث أو المعلومة. وذلك كله من أجل أن يبقى الإعلامي رائدا ً في ميدانه خاصة بعد الثورة الاتصالاتية الحديثة. كما أن وسائل الاعلام كافة تسعى جاهدة من خلال آلية عملها هذا، إلى إثبات جدارتها وتعزيز صمودها وبقائها في ظل انفتاح إعلامي مجتمعي دُمجت معها المجتمعات البشرية المختلفة في قرية كونية صغيرة.
ومن الملاحظ بأن هناك اهتمام كبير من قبل الباحثين والأكاديميين بمختلف تخصصاتهم الإنسانية والاجتماعي بمظاهر الإرهاب والتطرف وسبل مواجهتهما، ولا سيما سبل مواجهة الإعلام للمظاهر التطرفية، وللممارسات الإرهابية المختلفة وآثارها المجتمعي وتحدياتها على الإنسان. وعليه تكمن دراستنا استكمالا ً لما بدأه الباحثين عبر تسليط الضوء على الاستراتيجية الإعلامية في مكافحة الإرهاب من منظور الطالب الجامعي. وتقع دراستنا في ستة فصول وهي:
الفصل الأول تحت عنوان " الإرهاب والتطرف ظروفهما وأبعادهما"، إذ تم عبره إثارة أبرز المفاهيم المتداخلة مع ظاهرة الإرهاب الاجتماعي. وطبيعة التداخل بين الإرهاب ومفاهيم التطرف والعنف والعدوان. لاسيما تبيان تأثير اللاعقلانية على كل من العنف والعدوان، وآثارهما على الفرد داخل المجتمع من حلال تفصيل أهم النتائج الكامنة وراء مظهري العنف والعدوان السائد على مجتمعنا الراهن. ليتم فيما بعد إثارة مفهوم الإرهاب وظروف انتشاره في المجتمع اللبناني. عبر تبيان أهم العوامل الكامنة في تشكيل ظروف المسببة لانتشار الإرهاب والتطرف في مجتمعنا الراهن. ومن ناحية ثانية تبيان العلاقة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في نشر الفكر الإرهابي. إضافة تداول أهم انعكاسات الإرهاب والتطرف على أبعاد المجتمع وبنيانه. من ثم تم لنا عبر هذا الفصل الولوج بأهم أنواع وأشكال الإرهاب الذي عصف بالكيان اللبناني من خلال اثارة مختلف مظاهر الإرهاب والتطرف المنتشرة في مجتمعنا اللبناني.
الفصل الثاني؛ وقد تم تحت عنوان "آفاق الإعلام التنموي في مناهضة الإرهاب"، إذ تم لنا طرح آفاق عمل وسائل الإعلام في مناهضة الإرهاب والتطرف، عبر اثارة أبعاد الإعلام التنموي وتداخلها تجاه تعزيز الأمن الاجتماعي. وعرض أهم وظائف الإعلام ووسائل الاتصال الجماهرية تجاه مناهضة الإرهاب والتطرف. من ثم التنويه بأهمية وسائل الاتصال التنموي في مناهضة الفكر الإرهابي في لبنان. ليتم بعدها طرح واقع الإعلام التنموي تجاه توعية الفرد ومنهاضته الإرهاب، أشكال وسائل الإعلام والاتصال المنتشرة في المجتمع اللبناني. وطبيعة النسق الاعلامي التنموية المطلوب لمناهضة الإرهاب والتطرف في مجتمعنا، انطلاقا ً من دور الرقابة الإعلامية في مناهضة الإرهاب في مجتمعنا. وأخيرا ً أشرنا إلى واقع الإعلام التنموي وتحصين الشباب ضد مظاهر الإرهاب من خلال الفئات الاجتماعية المستهدفة من قبل الفكر الإرهابي التطرفي، ومن خلال الاعلام التنموي العربي واستراتيجيته الرائدة في مناهضة الفكر التطرفي.
الفصل الثالث؛ وهو بعنوان "الخصائص المنهجية المعتمدة بالدراسة"، حيث تم من خلال ابراز منهجية الدراسة العلمية التي قامت عليها الدراسة وما تتضمن من خطوات. مع تحديد أسلوب جمع البيانات من العينة عبر تقنية الدراسة المعتمدة، إضافة إلى تحديد أسلوب التحليل المعتمد في معالجة البيانات التي توصلنا اليها، كسبيل لاستخلاص النتائج المناسبة، مع ضبط خصائص العينة المعتمدة وأسس اعتمادها وطريقة تعبئة البيانات من قبلها. مع تداول أهم خصائص ومميزات المجتمع المدروس الاجتماعي والثقافي والمعيشي.
الفصل الرابع وقد جاء بعنوان "الاعلام الأمني التنموي ومناهضة الفكر الإرهابي من منظور الشباب الجامعي" حيث تم استعراض أهم البيانات والمؤشرات الإحصائية المرافقة لها والتي توصلت اليها دراستنا بواسطة العينة المعتمدة. إذ تم تناول مواكبة الجامعي لوسائل الإعلام وأساليب التواصل والاتصال. مع عرض منظور الشباب الجامعي تجاه دوافع انخراط الإرهابيين بأعمال تطرفية. من ثم تناول منظورهم تجاه وسائل الإعلام وتأثيرها على الفكر الإرهابي. وأيضاً طرح منظورهم تجاه الاستراتيجية الإعلامية التنموية لمناهضة الإرهاب من جهة، وتجاه عناصر الإعلام التنموي المناهض للإرهاب من جهة أخرى.
والفصل الخامس الذي جاء بعنوان " الاعلام الالكتروني التنموي من منظور الشباب الجامعي تجاه مناهضة الإرهاب". وقد تضمن استعراض لنتائج الدراسة عبر رصد وسائل الإعلام الإلكترونية وتعاملها مع الفكر التطرفي الإرهابي. وطرح منظور الطالب الجامعي لوسائل الإعلام الإلكترونية وخضوعها للنظم القانونية. واستعراض دور المواقع الإلكترونية وآفاقها التنموية في مناهضة الفكر الإرهابي التطرفي. والتطرق إلى الضبط القانوني اللبناني لوسائل الإتصال والتواصل الإعلامية الإلكترونية. تبيان عبر هذا الفصل احترام وسائل الإعلام جمهورها خلال بثها الأحداث الإرهابية الميدانية. مع استعراض أهم اختبارات (chi square)، ومناقشة الفرضيات من أجل التوصل إلى الخلاصة والاستنتاجات وأهم التوصيات.
الاسم الأول | اسم العائلة | الجنس | الرتبة | المؤسسة | الدولة |
---|---|---|---|---|---|
د. فداء | المصري | Female | أستاذ مساعد | الجامعة اللبنانية | لبنان |
Bio:
أستاذة محاضرة في المعهد العلوم الاجتماعية الجامعة اللبنانية |
الموقع الالكتروني للمشروع |
المجال العلمي
Media studies
|
تاريخ بدء المشروع(السنة)2016
|
تاريخ نهاية المشروع(السنة) 2019
|
---|
علم اجتماع الإرهابي الصحافة الإعلامية الجديدة التربية الإعلامية والرقمية الإعلام التفاعلي
لا
لا