مقدمة:
قد يبدو للباحثين والطلبة من الجيل الجديد، أن اقتحام ميدان البحث في تاريخ الجزائر الاجتماعي عموما، وتاريخ النُخب الجزائرية بشكل خاص، خلال الفترة الحديثة والمعاصرة، من الأمور العادية، على غرار بقية التواريخ، إلا أن الحقيقة هي ليست كذلك. فلقد قضينا ثلاث سنوات في إعداد مذكرة الماجستير حول النُخب المحلية، ومع ذلك لم نهضم الموضوع بشكل كاف إلا عندما عكفنا على انجاز رسالة الدكتوراه حول النُخب الوطنية، التي استنفذت من وقتنا ومجهودنا ست سنوات كاملة، ولا بد أن نشيد هنا إلى ملاحظات وتوجيهات لجنة مناقشة الماجستير، التي ساعدتنا كثيرا في انتقاء المادة الأولية، وفي تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول الموضوع.
إن البحث في موضوع النُخب الجزائرية في الفترة الحديثة والمعاصرة، أي خلال الفترة العثمانية، وخلال الفترة الاستعمارية، يجرنا إلى فهم المصطلحات المتعلقة بالموضوع أولا: فماذا تعني مثلا كلمة أجواد ؟ ما علاقتها بقبائل المخزن ؟ ما معنى كلمة القايد ؟ ماذا تعني لنا كلمة أشراف ؟ ماذا نقصد بكلمة بورجوازية ؟ وهل يمكن إسقاط هذا المفهوم الأخير على المجتمع الجزائري ؟ ماذا تعني كلمة أرستقراطية ؟ وهل بإمكاننا إسقاطها على المجتمع الجزائري خلال الفترة المدروسة ؟ إن ذلك لن يتأتى إلا بقراءة متأنية وعميقة للأدبيات التاريخية المتعلقة بالموضوع.
الأمر الثاني: وهو مهم أيضا ويتعلق بالنخب الجديدة، وهي طبقات اجتماعية لم تكن موجودة أصلا في الفترة العثمانية، لقد ساهم الاستعمار الفرنسي بشكل أو بآخر في تشكيلها، ونعني بها الشبان الجزائريين، أو النخبة المثقفة بالفرنسية، أو النخبة الفرانكفونية، وللكتابة حولها لا بد أيضا من فهم المصطلحات بقراءة ما تيسر حول الموضوع قراءة متأنية وعميقة، ومن ثم محاولة الإجابة على بعض التساؤلات من ذلك: ما أصل هاته الشريحة الاجتماعية ؟ متى ظهرت ؟ وكيف تطورت ؟ ما هي اتجاهاتها خلال فترة ما بين الحربين ؟ هل يمكن اعتبارها طبقة وسيطة بين الإدارة الاستعمارية والجماهير (الجزائرية) ؟ وما هو مصيرها بعد الحرب العالمية الثانية ؟
ويندرج ضمن النخب الجزائرية الجديدة، نخبة الإصلاح الديني(السلفي)، التي يسميها سعد الله "النخبة الأخرى"، ويدهشنا عبد الإله بلقزيز عندما يقحم الإمام ابن باديس أحد رجالات الإصلاح بالجزائر ضمن التيار الحداثي العربي. ومهما يكن، فإن هاته الشريحة لم تكن هي الأخرى موجودة من قبل، فإلى غاية 1925 لم يكن يسمع إلا صوت الطرقيين والمحافظين، فما هي أصولها ؟ كيف ظهرت ؟ ما هو منهاجها الإصلاحي ؟ ما هي وسائلها المستعملة ؟ وهل حققت النتائج المرجوة ؟
1-من التاريخ المحلي إلى التاريخ العام:
وقع اختيارنا في التحضير لشهادة الماجستير على موضوع النخب المحلية بمنطقة سيدي بلعباس، ولقد سنحت لنا فرصة الاطلاع على ما تيسر لنا من وثائق، وجمع الشهادات حول الموضوع المعالج إلى وضع خطة تستند على تمهيد حول الإطار المفاهيمي للبحث، وثلاثة فصول رئيسية، وخاتمة.
إن هذا البحث عُد في نظرنا-إذ ذاك-جديد وأصيل، ولكنه في نفس الوقت كان صعبا ومعقدا. فالمطلوب في الكتابة التاريخية جمع وتركيب وتحليل الوقائع التاريخية في تسلسل زمني منظم، بينما الإشكالية التي اعترضت سبيلنا هي في تلك الفراغات والتقطعات للأحداث التاريخية، وهذا راجع بطبيعة الحال إلى ندرة في المادة التاريخية الأولية الخاصة بالموضوع، والتي لا يمكن ملؤها أو تغطيتها حتى بالاعتماد على الشهادات الحية، لأنها نابعة من الذات، كما يشوبها الغموض أحيانا، أضف إلى ذلك صعوبة عملية إسقاط للوضع التاريخي العام بالجزائر على رقعة جغرافية محددة من هذا القطر التي هي منطقة سيدي بلعباس.
ومن الجدير بالذكر، أن الموضوع كاد يلغى من أساسه، ليستبدل بموضوع آخر، لولا إصرارنا على استكماله مهما كانت الظروف، وعلى هذا الأساس بقي عنوان رسالة الماجستير كما هو: "الوضع الثقافي وتكوين النخبة بمنطقة سيدي بلعباس"، خلال الفترة الممتدة ما بين 1900-1954، ولكن عند عودتنا إلى الرسالة المذكورة، بعد مضي أكثر من إحدى عشرة سنة من المناقشة، استخلصنا بأن الإطار الصحيح والمناسب لها يمتد ما بين 1845-1954، أي من تاريخ ضم أراضي قبائل بني عامر إلى الدولة الفرنسية، إلى غاية عشية اندلاع حرب التحرير.
وبعد المناقشة، كان علينا خلال السنة الموالية، تسليم مشروع أولي لأطروحة الدكتوراه، الذي كان في نفس المنحى، ولكن انتقلنا هذه المرة من التاريخ المحلي إلى التاريخ العام، وبعد أخذ ورد، وقع اختيارنا لعنوان: "النخب الجزائرية ما بين 1892-1942"، وكما هو ملاحظ استعملنا مصطلح نُخب بصيغة الجمع، وليس نُخبة كما فعلنا في وقت سابق، لأن الموضوع متشعب، وهدفنا كان دراسة شرائح اجتماعية متعددة، تم تقسيمها إلى صنفين: نخب تقليدية، ونخب جديدة. وتمثل سنة 1892 بالنسبة إلينا سنة مفصلية، ما بين جزائر قديمة ميزتها المقاومة المسلحة، وجزائر جديدة في طور التشكل، ميزتها المقاومة السياسية، لينتهي البحث عند سنة 1942، وهي السنة التي شهدت أحداثا بارزة، أهمها نزول الحلفاء بالجزائر، وتداعيات الحرب.
2-البيبليوغرافيا:
2-1-من وجهة نظر غربية:
بما أن الموضوع المختار في أطروحة الدكتوراه كان حول دراسة النخب الجزائرية خلال الفترة الممتدة ما بين 1892-1942، تركزت قراءاتنا الأساسية على كتابين مهمين ألفهما القس الاسباني دييغو دو هايدو، الأول تحت عنوان:"تضاريس وتاريخ ايالة الجزائر العام"، والثاني بعنوان:"تاريخ ملوك ايالة الجزائر"، ومع ذلك فإن كتابه الأول لا يخلو من بعض الأخطاء التي وقع فيها المؤلف، كالخلط مثلا بين كلمة المرابط والقاضي والمفتي، واعتمدنا على أوكتاف دوبون بالاشتراك مع غزافيي كوبولاني في كتابهما:"الطرق الصوفية الإسلامية"، وعلى المصنف الضخم للصحفيان مارث وايدموند غوفيون بعنوان: "كتاب أعيان المغاربة"، وعلى اميل فليكس غوتييه في كتابه: "تطور الجزائر ما بين 1830-1930"، وهو كتاب صدر له بمناسبة مرور مائة سنة على احتلال الجزائر، وروني لسباس في كتابيه:"الجزائر: دراسة حول جغرافية وتاريخ عمرانها"، و"وهران: دراسة حول جغرافية وتاريخ عمرانها"، وعلى روبير راندون وعبد القادر فكري في كتابهما: "أصحاب الحديقة"، وعلى ليون هوري في كتابه: "القاضي المسلم بالجزائر"، وعلى المقالين الهامين للمتصرف الإداري أوغسطين بيرك الأول بعنوان: "البورجوازية الجزائرية"، والثاني بعنوان: "المثقفون الجزائريون"، إضافة إلى مخطوط بول فور بعنوان: "قايد البلديات المختلطة"، وعلى المؤلفات القيمة لشارل روبير أجرون، وخاصة منها المقالات التي جمعت له في كتاب تحت عنوان: "أصول الجزائر جزائرية"، حيث اعتنت بنشره دار النشر بوشان بباريس، وكتاب الصحفي جان لاكوتير بعنوان: "خمس رجال وفرنسا".
2-2-من وجهة نظر عربية:
أما الكتابات التي تعبر عن وجهة النظر العربية أو الجزائرية، فهناك حمدان بن عثمان خوجة الذي ترك لنا كتابا بالغ الأهمية بعنوان: "المرآة"، ومحمد الصالح بن العنتري مؤلف كتاب: "فريدة منيسة في حال دخول الترك بلد قسنطينة"، كما اعتمدنا على إسماعيل حامد: "المسلمون الفرنسيون في شمال إفريقيا"، وعلى محمد بن رحال: "مستقبل الإسلام"، وشريف بن حبيلس في كتابه: "الجزائر الفرنسية كما يراها أحد الأهالي"، والأمير خالد: "رسالة إلى الرئيس الأمريكي ويلسون"، وفرحات عباس في كتابيه: "الشاب الجزائري"، و"ليل الاستعمار"، ورفيق دربه محمد العزيز كسوس في كتابه: "الحقيقة حول الوضع بالجزائر"، واعتمدنا على "سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، وفي نفس السياق اعتمدنا على علي مراد في كتابه: "الإصلاح الإسلامي في الجزائر ما بين 1925-1940"، وعلى جمال قنان في: "نصوص سياسية جزائرية ما بين 1830-1914"، وعلى عبد اللطيف بن أشنهو في كتابه الأكاديمي: "تكون التخلف في الجزائر"، وعلى محفوظ سماتي في كتابه: "النخب الجزائرية تحت الاحتلال"، وعلى محفوظ قداش: "تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية"في جزئين، وأبو القاسم سعد الله: "الحركة الوطنية الجزائرية" في أجزائه الأربعة.
هاته البيبليوغرافيا هي ليست كاملة بطبيعة الحال، وإنما انتقينا منها الأهم حسب ما يبدو لنا، ومع ذلك لا يمكن فصلها عن المجلات والجرائد التي صدرت خلال الفترة المدروسة، ونخص بالذكر هنا: جريدة المصباح، ومجلة صوت البسطاء، والحق الوهراني، وجريدة صوت الأهالي، والوفاق الفرنكو-إسلامي...الخ، التي تعبر عن توجه، وصيرورة النخبة المثقفة بالفرنسية من 1904 إلى 1939، إضافة إلى المنتقد، والشهاب، والشريعة، والبصائر، التي تعبر عن توجه الحركة الإصلاحية ما بين 1925-1939، وجريدة البلاغ الجزائري، المعبرة عن توجه الطرقيين خلال فترة الثلاثينات من القرن الماضي.
2-3-كلمة حول الأرشيف الفرنسي:
تحتفظ مصلحة الأرشيف بولاية وهران على كم هائل من الوثائق الأرشيفية (قصاصات جرائد-تقارير أمنية -رسائل إدارية متبادلة...)، وهي مخزنة داخل علب، أهمها: علبة رقم: 2260، و2261، و4063، و4473، و4480، و6988، وغيرها.كما يمكن للباحث انتزاع بعض الوثائق الأرشيفية الثمينة من دار الأرشيف الوطني ببئر خادم، وهذا حسب شطارته، على غرار العلبة رقم: 0078، و0080، و0086، و0713، و1144، و1035، 1502. وستمكن زيارة الباحث لمديرية الأرشيف بولاية قسنطينة من الاطلاع على وثائق أرشيفية مكملة تخص القبائل والعائلات المتنفذة والقيادات بالقطاع القسنطيني، على غرار ما يوجد في علبة رقم: 11، و26، و43، و53، و54، و147، أما الأرشيف الخاص بالحركة الوطنية، وبالأخص نشاط محمد الصالح بن جلول، وفرحات عباس، وعبد الحميد بن باديس...الخ، فلا يسمح به-حسب شهادتنا-إلا للباحثين الغرباء. أما زيارة الباحث إلى الأرشيف الوطني بآكس-أون-بروفونس بفرنسا، فهناك كل التسهيلات، والوثائق محفوظة ومرتبة بإحكام، والوسائل حديثة، وكل ما يتمناه المرء يدركه، من دون معاناة، وهناك فعلا يمكن أن نتكلم وبدون مبالغة أو مزايدة، عن بلد يدرك قيمة الأرشيف في الحياة الجامعية والأكاديمية، ومن أهم ما عثرنا عليه: علبة:1.N.1، وF.80-1671 M.I، و1.F.13، و2.I.39، و FR CAOM 93/4294، وFR CAOM 93/4298، وOran 5.I.51، وOran 5.I.52، وOran 5.I.53...الخ.
3-المصطلحات والمفاهيم:
إن القراءات الكثيرة والمتعددة التي تخص تاريخ الجزائر الاجتماعي الحديث والمعاصر هي من الضرورة بمكان لاستيعاب الموضوع، ومع ذلك فإن الكثير من المصطلحات المتداولة في الأدبيات التاريخية القديمة والحديثة عصية الفهم، وتيسيرا لذلك سنضع جدولين، نبرز في الأول بعض المصطلحات المتعلقة بالنخب الجزائرية التقليدية ومفاهيمها، كما سنبين في الجدول الثاني المصطلحات المتعلقة بالنخب الجزائرية الجديدة ومفاهيمها أيضا، مع مراعاة الترتيب الأبجدي:
جدول رقم 1: حول النخب الجزائرية التقليدية
المفاهيم المصطلحات
جمع جودي، نبلاء السيف، وفرسان المخزن. قوات غير نظامية، تنتمي إلى قبائل المخزن، وكان الأتراك يستعينون بها في إخضاع قبائل الرعية، وخلال الحروب أيضا. استعان بهم المحتل الفرنسي لمحاربة الثوار الجزائريين قبل صدور قانون سناتوس كنسلت سنة 1863، وتبليغ أوامر المكاتب العربية، ومراقبة تحركات الأهالي الجزائريين. كان الأجواد يقلدون البرنوس الأزرق. أجواد
Djouads
أولا: إن مصطلح أرستقراطية، أو نبلاء، متداول لدى الكتاب الغربيين، وهو عندنا مرادف لكلمة أشراف. ثانيا: في الريف تنطبق عليها أيضا تسمية أعيان، وهي شرائح اجتماعية ضمت المرابطين(الأولياء)، أو شيوخ الزوايا. كما تدخل في زمرتها العائلات الكبيرة(الخيام الكبيرة)، وقبائل المخزن الموروثة عن العهد العثماني وقيادها وآغاواتها وباشاواتها. الأرستقراطية التقليدية
Aristocratie Traditionnelle
تقسم إلى ثلاثة أصناف: 1-بورجوازية كبيرة ضمت تجار الجملة، ملاكي العمارات والعقارات، وبعض الصناعيين، يطلق عليهم تسمية "المعمرين الأهالي". 2-وبورجوازية صغيرة ضمت محاربين قدامى(ضباط-ضباط صف)، وقياد، وأطر المحاكم، وأطر المساجد، ومدرسي اللغة العربية، ومترجمين في البلديات المختلطة والمحاكم، ومعلمين، وأعوان في المستشفيات. 3-وبورجوازية وسيطة بين الأولى والثانية، ضمت موظفي الإدارة، وأساتذة الثانوية، ومحامين، وموثقين، ووكلاء قانون، ومحضرين، وأطباء، وصيادلة، وأطباء أسنان، وهذا الصنف الثالث يندرج ضمن النخب الجزائرية الجديدة التي سنتناولها في الجدول الموالي. البورجوازية الجزائرية
La Bourgeoisie Algérienne
أطلقت الكلمة على النُخب التقليدية (المحافظة)، كشيوخ الزوايا، والقياد، والآغاوات، والباشاوات، وأضرا بهم. العمائم القديمة
Vieux Turbans
قبل سنة 1850، كان يمنح للقايد الجديد، المعين من طرف الإدارة الاستعمارية، برنوس أحمر اللون، ولذلك لقبوا بسمك القرش الأحمر. حق البرنوس
قوات غير منتظمة، تقوم بمهمة ضمان استمرارية البريد والاتصال بين المكاتب العربية ورؤساء الأهالي، وتبليغ أوامر السلطة الفرنسية، وتعليماتها، والمساهمة في المحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد. كانت مهمة الخيالة تقتضي تدعيم القياد، سميت أيضا بالدرك السياسي، كانت مهيكلة أكثر من قوات المخزن (الأجواد). خيالة
Cavaliers
قوات منتظمة، تستمد جذورها من التنظيم العسكري التركي بالجزائر، ولكن بشكل مختلف عنه خلال الحقبة الاستعمارية ، من حيث الوسيلة والهدف. كانت تحت تصرف المكاتب العربية باستمرار، شكل كل عنصر من الصبايحية جاسوسا ثمينا على الأماكن غير المعروفة لدى الفرنسيين. صبايحية
Spahis
عون أهلي، كان القايد يعين في بداية الاحتلال من الخيم الكبيرة الحاكمة وسط القبيلة(المخزن)، وفي إطار "دمقرطة" النظام في الجزائر، لا سيما بعد قانون سناتوس-كنسلت الصادر سنة 1863، أصبح شرط تعيين القايد على أساس ما يقدمه من خدمات للسلطة الفرنسية (كالمحاربين القدامى)، وليس على أساس الحسب والنسب، ثم تحول هذا التعيين عن طريق الشهادات وإجراء الامتحان. قايد
Caïd
فرسان أهالي غير نظاميين. أطلق على هذا النوع من القوات اسم "الحرس الوطني"، اختصت بعمليات التفتيش إلى جانب الجيش الفرنسي، خاصة في المناطق التي كثرت فيها الثورات والانتفاضات، وكذا استخلاص الضرائب من القبائل التي تمتنع عن الدفع. قوم
Goum
حراس، فرقة عسكرية، تطلق الكلمة أيضا على بعض القبائل العربية التي خدمت السلطة العثمانية في الجزائر، وهذا لتمييزها عن قبائل الرعية التي خرجت عن طاعة الأتراك، لهذا لم تمنح لها لقب مخزن، الذي يخول لها السلطة والقيادة والمكانة الرفيعة وإعفائها من الضرائب. مخزن
Makhzen
جدول رقم 2: حول النخب الجزائرية الجديدة
المفاهيم المصطلحات
ينطبق هذا المصطلح على الشبان الجزائريين، لأنهم كانوا يترشحون في كل الانتخابات التي كانت تنظم لا سيما في المدن الكبرى(الجزائر-وهران-قسنطينة-تلمسان) ، ورغم الطموح الذي أبدوه في تسيير شؤون بلادهم عبر صناديق الانتخاب، إلا أن بعضهم كان تعيسا، لأن نتائج الانتخاب خيبت آماله، على غرار الدكتور بلقاسم بن التهامي. أصحاب البوليتيك
Les Compagnons de la Politique
مصطلح ساد القرن 19م، يشير من الناحية اللغوية إلى الضم بالقوة العسكرية، دون أدنى مراعاة للمضموم أو المدمج. الإدماج
Intégration
ساد المصطلح فترة ما بين الحربين من القرن 20م، ويعني لغويا الرغبة الذاتية في التوحد مع الآخر، كان المصطلح موضوع النقاش في أوساط الشبان الجزائريين، الذين انقسموا ما بين مطالب بالجنسية مع التخلي عن الأحوال الشخصية، ومطالب بالجنسية مع الاحتفاظ بالأحوال الشخصية. الاندماج
Assimilation
التفرنج، والتغريب، والتأورب. والجزائري المفرنس هو المجنس بالجنسية الفرنسية ، الذي تخلى عن أحواله الشخصية، ويقال له "متورني" أي كافر ومرتد من وجهة النظر الإسلامية. التفرنس
Franciser
والشبان الجزائريون: هم جماعة من المثقفين المتخرجين من المدارس الفرنسية، وهم ينحدرون في الغالب من العائلات الثرية ذات الحسب والنسب، أومن العائلات المتوسطة الحال، مارسوا مهن حرة كالتطبيب والصيدلة والمحاماة ، ومهن حكومية كأساتذة ثانويين ومعلمين. في سنة 1892 وخلال زيارة الوفد البرلماني الفرنسي بقيادة جول فيري (Jules Ferry) الجزائر، استمع هذا الأخير إلى بعض الجزائريين منهم : بوضربة (محامي)، وبوكتاوي وبن بريهمات(مترجمان) ، ومرسلي (طبيب)، هؤلاء احتجوا ضد خروقات الإدارة الاستعمارية ، كما طرحوا قضية المواطنة والتمثيل الجزائري في البرلمان الفرنسي. كتب فيري في كراساته أنه استمع إلى حزب الشباب. كانت التسمية ميزة ذلك العصر، كان الحديث عن الشباب التركي والشباب المصري والشباب التونسي ، ولهذا أطلقت التسمية على هؤلاء الجزائريين. لم يكن الأمر يتعلق بحزب منظم، ولكن الأمر لا يعدو أن يكون مجموعة من المبادرات الفردية والجماعية الملتفة حول نادي ثقافي أو جريدة أو مجلة. الشباب الجزائري
Les Jeunes Algériens
كان المثقفون الجزائريون بالفرنسية يرتدون اللباس على الطريقة الأوروبية، ولكنهم يضعون على رؤوسهم الطربوش، لكي يتميزوا عن الآخرين، ولهذا يسمون بالطربوش الجديد. الطربوش الجديد
Jeunes Fez
مشتقة من كلمة ليبرالية، يمكن تقسيم الليبراليين إلى قسمين: 1-ليبراليون فرنسيون وهم رجال السياسة على رأسهم ألبان روزي (Albin Rozet)، وميسيمي (A. Messimy)، وأبل فيري ( Abel Ferry)، وجورج لين (Georges Leygnes)، وجورج كليمنصو(Georges Clemenceau) وغيرهم هؤلاء دعموا حركة الأمير خالد. 2-وهناك الليبراليون الجزائريون الذين تبنوا الأفكار الحرة الليبرالية لأنهم تخرجوا من المدارس الفرنسية، وتأثروا بمبادئ الثورة الفرنسية، من أبرزهم المعلمون المتخرجون من مدرسة بوزريعة لتكوين المعلمين (Les normaliens)، فريق منهم التف حول مجلة صوت البسطاء على غرار طاهرات، ولاشاني، وزناتي وغيرهم، وهناك أصحاب مهن حرة ومستشارين، على غرار الدكتور بلقاسم بن التهامي، و الدكتور محمد الصالح بن جلول، والصيدلي فرحات عباس وغيرهم. الليبراليون
Les Libéraux
المتخرجة من المدارس الفرنسية ، العادية ذات التعليم الفرنسي الغالب مع بعض الدروس في العربية والأمازيغية والثقافة الشعبية، بمنظور الاثنولوجيا الكلونيالية. كانت اللغة العربية تدرس في المدارس والمؤسسات الثانوية، كما أنها أدرجت ضمن برنامج التعليم الابتدائي للأهالي منذ 1898 بمعدل ساعتان ونصف في الأسبوع. النخبة الفرانكفونية
L’Élite Francophone
بالمفهوم الروسي كل الذين تلقوا حد أدنى من التعليم (وكيل قانوني-خوجة بلديات مختلطة-مترجم-تاجر-صناعي مسلم تأقلم مع الوضع الاقتصادي والتقني للعالم الرأسمالي)، كان البعض منهم من قدماء تلاميذ المعاهد العربية-الفرنسية للإمبراطورية الثانية، ولكن المعمرون أغلقوها في عهد الجمهورية الثالثة، أي بعد 1870. أنتليجنسيا
Intelligentsia
4-المنهج المتبع:
ليس هناك من منهج في الدراسات التي تعنى بالحوادث الماضية سوى إتباع المنهج التاريخي، ومع ذلك فهو في نظرنا غير كاف لدراسة تاريخ الجزائر الاجتماعي، فقد يضطر الباحث المتتبع لمصير القبائل الجزائرية في الريف إلى أن يكون على دراية بالقوانين وبالتشريعات الفرنسية حول الأراضي، ونفس الشيء بالنسبة لقضية الاندماج بالتجنيس، كما يضطر الباحث إلى إتباع المنهج الفلسفي لإبراز ظاهرة انتشار الرأسمالية في الجزائر وتأثيراتها، وبالمنهج الاجتماعي لتحليل انتقال المجتمع الجزائري الريفي من نظام القبيلة إلى نظام العائلة، ومن الخيمة إلى القربي، ومن الدوار إلى البلدية (المختلطة)، وإلى المنهج الإحصائي لتتبع النشاط الاقتصادي وعلاقته بتطور البورجوازية الجزائرية الحضرية، وبالمنهج السياسي لتتبع حركة الشبان الجزائريين أواخر القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين، وفهم اتجاهاتها خلال فترة ما بين الحربين، كما يجد الباحث نفسه قد وظف علم السير والتراجم للكشف عن المعلومات لأهم الشخصيات البارزة، وعن حياتهم من خلال آثارهم أو كتاباتهم.
خاتمة:
ماذا استفدنا من دراستنا لتاريخ الجزائر الاجتماعي ؟ يمكن أن نجيب على هذا السؤال في النقاط التالية: أننا استطعنا انتقاء موضوع لأطروحة دكتوراه حول: "النخب الجزائرية ما بين 1892-1942"، وناقشناها، وتم اعتمادها أكاديميا ولله الحمد، وهي اليوم متوفرة في السوق بعد نشرها، ولا ندعي بأن الموضوع مستوفى من جميع الجوانب، فما تزال في اعتقادنا بعض القضايا التي يجب البحث في جوانبها الغامضة، بالاعتماد على وثائق جديدة، لم يسعفنا الحظ والوقت للاطلاع عليها، وما يزال الموضوع محل اهتماماتنا إلى اليوم، وهو ديدننا واختصاصنا في الميدان.
الاسم الأول | اسم العائلة | الجنس | الرتبة | المؤسسة | الدولة |
---|---|---|---|---|---|
خالد | بوهند | Male | أستاذ | جامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس | الجزائر |
Bio:
الأستاذ الدكتور خالد بوهند ، من مواليد 17 جويلية 1969 بسيدي بلعباس(الجزائر). عمل في العديد من المؤسسات الرسمية منها: أستاذا للتعليم الثانوي ما بين 2000 و2006 ، ثم أستاذا دائما بقسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة جيلالي ليابس-سيدي بلعباس، ما بين 2006 و 2010، و أستاذا متعاقدا بجامعة التكوين المتواصل في نفس الجامعة ما بين يناير 2008 وديسمبر 2008، وأستاذا متعاقدا بالمدرسة التطبيقية لمصالح الصحة العسكرية بسيدي بلعباس من سنة 2008 إلى سنة 2012. يعمل منذ 2010 أستاذا محاضرا بشعبة التاريخ، كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية بنفس الجامعة. الأستاذ الدكتور خالد بوهند متخصص في النخبة ماضيا وحاضرا، وفي القضايا السياسية المعاصرة. شارك في العديد من الملتقيات والمؤتمرات الوطنية والدولية. نُشرت له مقالات ودراسات علمية في مجلات وطنية ودولية، كما صدر له عديد الكتب : |
الموقع الالكتروني للمشروع |
المجال العلمي
History
|
تاريخ بدء المشروع(السنة)2005
|
تاريخ نهاية المشروع(السنة) 2014
|
---|
لا
لا