Blog

  • Home
  • Blog
  • كمال سليم: أصحاب القرار لا يهتمون بالبحوث العلمية المرتبطة بنهر الليطاني.

كمال سليم: أصحاب القرار لا يهتمون بالبحوث العلمية المرتبطة بنهر الليطاني.

يجري الباحث في الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، والأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور كمال سليم، ومنذ أربعين عاما، أبحاثا علمية مرتبطة بالبيئة المائية، وبالتنوّع البيولوجي، وبنوعية المياه في الأنهار والينابيع. واهتم سليم، ومنذ نحو خمسة عشر عاما، وبشكل أساسي بنوعية المياه في بحيرة القرعون ونهرالليطاني، وأثر هذا التلوث على الريّ والزراعة والسياحة والمجتمع المحيط خصوصا ان نسبة 40 في المئة من الشعب اللبناني يتأثر بوضع نهر الليطاني. كما يتابع سليم، ومن خلال البحوث العلمية التي يجريها، أثر التلوث المائي على زيادة نسبة الأمراض والسرطانات من خلال المواد المسرطنة وانبعاث الغازات الدفيئة، والري بواسطة المياه الآسنة.

يشير سليم ان الأبحاث العلمية المتعلقة بنوعية المياه ترتبط بحياة الأفراد بشكل مباشر من خلال أهمية دراسة نوعية الثورة السمكية والتنوع البيولوجي، وأثر التلوث على الاشخاص الذين يعيشون بالقرب من بعض الأنهار ويستفيدون منها، وباعتبار ان المياه تنقل بعض الأمراض والجراثيم، كما انها تشكّل مكوّن اساسي للحياة واستمراريتها.

من جهة أخرى، يعمل سليم وبشكل ملحوظ بنشر نتائج الأبحاث العلمية ونقلها للمجتمع وللسلطات المختصة بغية اتخاذ تدابير واجراءات مناسبة. فالى جانب المنشورات العلمية، يشارك سليم كعضو في "الهيئة الوطنية لانقاذ الليطاني" ويشارك في المؤتمرات العلمية المتخصصة والندوات العامة غير المتخصصة الموجهة الى فئات اجتماعية اوسع، كما يشارك في كتابة مقالات الرأي في جرائد لبنانية مختلفة لايصال صوته ومناصرة قضية انقاذ نهر الليطاني.

يقول سليم انه يتلقى الكثير من الاتصالات من قبل الصحافيين الذين يتابعون ملف نهار الليطاني، ويحاولون كسب السبق الصحفي بشكل عام من دون الاهتمام، وبشكل دقيق، بالناحية العلمية للبحوث العلمية. في المقابل، يلحظ سليم اهتمام الوسائل الاعلامية الأجنبية والعالمية بالتواصل معه للحصول على المعلومات العلمية الدقيقة والواضحة في مجال التلوث المائي وتلوث البحيرات والمسطحات المائية.

من جهة أخرى، يشير سليم، ومن خلال تجربته العمليّة، الى معوّقات عدة في مجال تعميم نتائج البحوث العلمية والاستفادة منها في لبنان. فعلى سبيل المثال، لا يأخذ أصحاب القرار في لبنان نتائج البحوث العلمية وتوصياتها بعين الاعتبار.  فعلى الرغم من توافر المعطيات العلمية المرتبطة بتلوث نهر الليطاني، لم يرتكز الوزراء واصحاب القرار على هذه المعطيات لايجاد الحلول والعمل بها. كما ان المجتمع وجمعيات المجتمع المدني الناشطة لا تهتم بمتابعة البحوث العلمية وأهميتها ولا يدرك الاشخاص بما يجري في هذه المختبرات البحثية اللبنانية الا في حالات نادرة كوقوع كارثة طبيعية معنية. كما لا يقرأ المجتمع اللبناني هذه البحوث العلمية وتنحصر قراءتها ببعض المتخصصين العلميين المهتمين بمجال معيّن بالرغم من الجهود العلمية والفكرية التي يبذلها الباحثون لسنوات عدة في اجراء بحث معين. في المقابل، يذكر سليم ان هيئة الأبحاث الدولية المرتبطة بالطاقة الذرية الموجودة في فيينا تعمل على نشر نتائج البحوث العلمية التي يقوم بها الباحثون في الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية ما يساعد على انتشارها وتعميم نتائجها.